في هذه المقاله المتعلق حول العوائق التي تصرف المرأة عن استثمار وقتها نستعرض اهم التفاصيل والمعلومات في الفقرات التاليه عبر موقع الايام

العوائق التي تصرف المرأة عن استثمار وقتها

 طول الأمل والتسويف:

وهذه قاصمة الظهر وأم المشاكل، ولذا تهدد الله سبحانه وتعالى أصحاب التسويف بقوله : (ذرهم يأكلوا ويتمتعوا ويلههم الأمل فسوف يعلمون) [الحجر: ٣]، يقول القرطبي عليه رحمة الله في تفسير هذه الآية: يلههم الأمل أي يشغلهم عن الطاعة ويقول الحسن البصري رحمه الله : ما أطال عبد الأمل إلا أساء العمل، ثم يعقب القرطبي أيضاً على مقالة الحسن بقوله : وصدق رحمه الله فالأمل يُكسل عن العمل ويورث التراخي والتواني ويعقب التشاغل والتقاعس ويخلد إلى الأرض ويميل صاحبه إلى الهوى، وينتج عن طول الأمل التسويف فكلما هم المرء بعمل إذا كان أمله طويلاً قال : سوف أعمله غداً أو بعد غد أو في الشهر الآتي أو في السنة الآتية، وهكذا ينقضي عمره مسوقاً فلا يُحصل ما أراد، وقد قيل إن «سوف» جند من جنود إبليس وإلا فكيف يسوف الإنسان وهو لا يدري هل يعيش اللحظة القادمة أم لا، ولهذا كانت وصية عبد الله بن عمر رضی الله عنهما

كما في البخاري : إذا أصبحت فلا تنتظر المساء وإذا أمسيت فلا تنتظر الصباح وخذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك». وصدق الشاعر

حينما قال :

تزود من التقوى فإنك لا تدري

إذا جن ليل هل تعيش إلى الفجر

فكم من سليم مات من غير علة

وكم من سقيم عاش حيناً من الدهر

 وكم من فتى يمسي ويصبح آمناً

وقد نسجت أكفانه وهو لا يدري

إذا التسويف أيها الأخت المسلمة عائق من عوائق الاستفادة والاستثمار للوقت، فحذار من التسويف ولنقطع التسويف بالعمل والحزم والجزم .

٢ – الانشغال بأمور تافهة بل قد تكون محرمة : أحياناً تنشغل بها المرأة فيكون ذلك سبباً لإضاعة وقتها وعدم استفادتها منه .

مثال ذلك : ارتياد الأسواق بكرة وعشيا بحثا عن الجديد من الأزياء وإسرافا في ملذات الحياة إلى حد تنسى فيه المرأة ما خلقت له وقد تكون سببا للفتنة لها ولغيرها، نعم إن الله تعالى أباح الزينة للمرأة ولكن بالحدود الشرعية وبعض النساء بلغ بهن الأمر أن تكون هذه الزينة هدفاً في حد ذاتها في حياتها، علماً بأنه يحسن الاقتصاد والاعتدال فيها وأن تهتم بها أكثر من أجل زوجها، أما أن يكون هذا الاهتمام على حساب دينها وعرضها وسبب لفتنة الآخرين فهذا من كيد الأعداء، فلتعلمي أيتها الأخت المسلمة أن تحديث الأزياء إنما هو من مخطط الأعداء من أجل أن يشغلوك هذه الأشياء التافهة عن الهدف الأسمى الذي خلقت من أجله، فهذا صارف من صوارف الاستفادة من الوقت بل إنه سبب من أسباب نكد المرأة وشقائها .

أيضاً من الأمور التافهة والمحرمة التي تنشغل بها المرأة في إضاعة وقتها : الانشغال بأعراض الناس في القيل والقال والغيبة والنميمة المحرمة، والمصطفى صلى الله عليه وسلم كما في الحديث الصحيح- نهى عن قيل وقال وأكد حرمة النميمة والغيبة في أكثر من حديث ومنها حديث المفلس حين قال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه: «أتدرون من المفلس؟ قالوا : يارسول الله

المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع قال صلى الله عليه وسلم : إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بقيام وصيام وصلاة وزكاة وحج ويأتي وقد شتم هذا وسفك دم هذا وأكل مال هذا ونال من عرض هذا فيؤخذ لهذا من حسناته وهذا من حسناته فإذا فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه أخذ من سيئاتهم فطرحت عليه ثم طرح في النار، ونظراً لكون الغيبة والنميمة والحديث في أعراض الناس يكثر عند النساء أحببت الإشارة إليها وإلى أنها صارف من صوارف الاستفادة من الوقت. ومن الأمور أيضاً التي تنشغل بها المرأة وتصرفها عن الإستفادة من وقتها بل ربما كان هدماً لأمور دينها سماع الأشرطة المحرمة ومشاهدة والأفلام الساقطة بدعوى أن تلك تسليها وتقضي وقتها وما علمت هذه المسكينة أن وقتها هو حياتها، ولأن كثيراً من الناس يقول : تعالوا بنا لنقضي الوقت ، وإذا كان هذا ليس خاصاً بالمرأة بل هو أيضاً يوجد عند كثير من الرجال، فإنني أؤكد على المرأة لأن الحديث في مثل هذه الكتيبات موجه لها فينبغي أن لا أن الوقت ينبغي أن يستنفذ في أي شيء ولا عليها أن تشعر

تستنفذه في سماع الأشرطة أو في النظر إلى المسلسلات الهابطة التي غزو مركز من قبل الأعداء من أجل أن يسلخوها عن دينها ويبعدوها عن عقيدتها، هذا الوقت أيتها الأخت المسلمة أمانة عندنا وسوف نسأل عنها مصداقا لقول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم : «لن تزولا قدما عبد يوم القيامة حتى يُسأل عن أربع ومنها: عن عمره فيما أفناه». إذا ليس هذا الوقت عبئاً ثقيلا نفكر في الخلاص منه، بل هو مسئولية في أعناقنا وسنسأل عنه فهل

أعددنا لهذا السؤال جواباً ؟ ! ومن الأمور التي تنشغل بها المرأة أحياناً التحسر على الماضي فهو سبب لإضاعة العمل في الحاضر، وهذا التحسر ربما يحجزها عن التفكير للعمل في المستقبل، وذلك أيضاً من دسائس الشيطان فهو يذكرها بتقصيرها في الماضي ليقعد بها عن العمل في الحاضر والمستقبل، وعليك أختي المسلمة أن تبدأي من الآن ومن حيث علمت بل إن خير وسيلة للتكفير عن الماضي هو العمل الجاد في الحاضر والمستقبل وصدق الله تعالى وهو أصدق القائلين : إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين ) [ هود : ١١٤ وهناك أمور أخرى تنشغل بها المرأة وتكون سبباً في صرفها

عن استثمار وقتها ولكن هذه أبرزها . ٣ – القدوة السيئة : ذلكم لأن بعض النساء تنظر إلى من هي أقل منها في الاستفادة والاستثمار لوقتها ولا تنظر إلى من هو احسن منها فيدعوها ذلك إلى الاستمرار على إضاعة وقتها معللة نفسها بأن ا فلانة أكثر مني إضاعة للوقت وهكذا، وتنسى المرأة أن هناك نوعاً من النساء حافظات الأوقاتهن وعليها أن تقتدي بهن، فنظر المرأة للقدوة السيئة يعتبر صارفاً أساسياً للمرأة عن أن تستفيد من وقتها فهي كلما همت بأن تستفيد من الوقت نظرت إلى اخريات أقل منها وأكثر إضاعة للوقت فتقول: أنا أحسن من فلانة وفلانة وهكذا تعلل لنفسها بنماذج رديئة لا تصلح للإقتداء .

– الضعف والهوى : فهناك طائفة من النساء تدرك أهمية الوقت وتعرف كيف تستفيد منه وتعلم علم اليقين أن إضاعة الوقت خسارة كبرى ولكنها مع ذلك قد لا تستفيد من وقتها والسبب في ذلك عائد إلى ضعف همتها وميلها إلى ،هواها فكلما همت إلى عمل جليل مفيد ضعف عزمها وصوره الشيطان لها عملاً صعباً إلى أن تتخاذل وتقعد ثم تترك هذا العمل، وعلاج ذلك يكون بمدافعة الشيطان.

وترويض النفس وتدريبها مرة إثر مرة حتى تتعود على هذا العمل الجليل وتعتقد انه امر میسور وستجد أن الله تعالى نعم المعين لها مصداقا لقوله تبارك وتعالى : والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سلبنا) [العنكبوت : ٦٩] . بل عليها أن تتصور دائما قول الحق تبارك وتعالى : ( وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى . فإن الجنة هي الماوى ﴾ [النازعات : ٤٠] . إذا الضعف والهوى صارف من صوارف استفادة المرأة من وقتها لكنها حينما تعالجه مرة إثر مرة وتروض نفسها على العمل الجليل وتبعد نفسها عن العمل الحقير ستجدها في يوم من الأيام من المستثمرات الأوقاتهن المستفيدات من أيام عمرهن لكنه ليس عذراً يقعد بالمرأة عن الاستفادة من الوقت وإنما هو الآخر أيضاً كيد ودسيسة من دسائس الشيطان .

ه الشعور بالنقص

إن الشعور بالنقص عقدة تلاحق بعض النساء، فقد تكون قوية العزيمة قادرة على الاستفادة من وقتها لكنها تحطم نفسها بنفسها وكلما همت بعمل ظنت بنفسها أنها أقل من هذا العمل فهي في ظنها لا تستطيع القراءة المفيدة وإن قرأت القرآن لم تقم

حروفه كما ينبغي، وإن أرادت أن تتكلم قالت لنفسها لا أحسن التعبير وإفادة الأخرين والتأثير عليهم، وهكذا يسول لها الشيطان أنها لا تستطيع أن تقوم بعمل مفيد وخير لها أن ترضى بما هي عليه وعليك أختي المسلمة أن تستعيني بالله وتعلمي أن ذلك من هو طريق ويتتعتع فيه صدود الشيطان ووساوسه، فلم يولد أحدٌ متعلماً، والخطأ الصواب، والله تعالى قد تكفل مثلاً لمن يقرأ القرآن بأجرين كما أخبر المصطفى صلى الله عليه وسلم فهل من أمل أكبر من هذا الأمل يُفتح أمام المرأة من أجل ألا تحقر نفسها وألا تشعر بالنقص، إن الشعور بالنقص كما قلت قد يقعد بالنساء عن كثير من الأعمال التي تستطيعها لكنها لو جربت هذا الأمر وتجاوزت هذه العقبة لوجدت أنها قادرة على العمل والإفادة، وحتى لو قدر لها أنها أخطأت في المرة الأولى فتعدل من ذلك الخطأ في المرة الثانية أو الثالثة أو الرابعة ،وهكذا ، المهم أن تستشعر أنها إذا اجتهدت فهي مأجورة عند الله تعالى حتى وإن أخطأت .

٦ – النوم النوم آفة أصيبت بها كثير من نسائنا فتراها تنام الساعات الطوال وربما فوتت على نفسها كثيراً من الواجبات، بل ربما كان

إسرافها في النوم سبباً للخصومة بينها وبين زوجها في بعض الأحيان، وتعلل بعض النساء المصابات بهذا الداء وتقول إن النوم عبادة ولا على أن أنام الساعات الطوال، وهذا والله فهم خاطى، لأن النوم يكون عبادة إذا كان على إثر عبادة تثقل كاهل الإنسان فيشعر أن هذا النوم يجدد نشاطه وحيويته والنوم أيضاً يصبح عن عبادة إذا كان الإنسان قائماً بواجبات الله تعالى وما افترضه عليه مؤديا للسنن التي أمره بها، أما إذا كان هذا ا النوم . عائقاً الصلوات المفروضة وحدث ولا حرج عن السنن التي أمر بها النبي صلى الله عليه وسلم فكيف يكون عبادة؟! يجب علينا أن ندرك المقولة التي قالها معاذ بن جبل رضي الله عنه حينما قال: «إني احتسب نومتي كما أحتسب قومتي هنا يكون النوم عبادة . إذا كان على إثر عبادة قبله أو إذا كان من أجل أن ينشط الإنسان إلى عبادة بعدها، أما أن يتعلل الإنسان بأن النوم عبادة ثم نجد هذا النوم بقعد به في الأخير عن الواجبات وعن السنن وعن ما أراده الله له فهذا مرض ينبغي المسارعة في علاجه، صحيح أن النوم حسن من أن تجلس المرأة إلى أخرى وتتحدثان في أعراض لناس، لكن من قال إن المرأة ينبغي أن تكون إما نائمة أو تعالى

تتحدث في أعراض الناس ؟!! ذلك مفهوم يجب ان نناقشه و نقاشنا حتماً سينتهي إلى أنه ليس الأصل في المرأة أن تتحدث في أعراض الناس أو تسيل وتنظر إلى المحرمات، وإنما الأصل أن لحظة من لحظات عمرها، وليس البديل هو النوم وإنما تستثمر كل البديل هو عمل الصالحات.

هذه هي الصوارف وقد يكون هناك غيرها مثل أولياء الأمور الزوج أو الأب إذا تسبب في عدم استفادة المرأة من وقتها نظراً – لإشغاله إياها في أمور كثيرة قد تكون أحياناً تافهة وأحيانا يمنع بعض الرجال زوجته عن الأمور المباحة التي لا غبار فيها بعد أن تؤدي حقوقه، ويجب أن يُعلم أننا حينما نشير إلى استفادة المرأة من وقتها لابد أن نؤكد كما سيأتي الحديث إلى أن من أوجب الواجبات عليها واجباتها تجاه ربها وما أفترضه الله تعالى عليها من واجبات في الدين ثم واجبات زوجها لكن إذا كانت المرأة لم تخل بهذه الواجبات التي هي في حق الله أو في حق زوجها ثم وجدنا رجلاً يقف عقبة دون استفادة المرأة من وقتها هنا نقول فعلا إن هذا صارف من صوارف المرأة عن وقتها. ونظراً لأن ذلك في ظني قليل لم أعتبره من بين الصوارف المهمة للمرأة عن الاستفادة من وقتها .