في هذه المقاله المتعلق حول الأدلة على لزوم الانضباط والطاعة نستعرض اهم التفاصيل والمعلومات في الفقرات التاليه عبر موقع الايام

الأدلة على لزوم الانضباط والطاعة

الأدلة من القرآن :

ما من رسول من الرسل إلا وقد طالب قومه بأمرين: التقوى والطاعة، قال تعالى فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُون )) .

وقال تعالى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُول إن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ باللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِر ذلك خير

وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا .

وقال تعالى : ( قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ .

وقال تعالى: وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا

البلاغ الْمُبِينُ.

وقال تعالى: ﴿ إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) .

عن عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهما ، أَنّ رَسُولَ اللهِ ، قال: السمر والطاعة على المَرُ الْمُسْلِمِ فِيمَا أَحَبَّ وَكَرِة، إلا أن يُؤْمَرُ بمَعْصِيَةٍ فإذا أمَرَ بِمَعْصِيَةٍ، فَلا ، ولا طاعته (۱)

الأدلة من السنة المطهرة

وعن على – – أن النبى – بَعَثَ جَيْشاً وَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ رَجُلا، فَأَوْقَدَ نَارًا، وفي ادْخُلُوهَا فَأَرَادُوا أَن يَدْخُلُوهَا، وَقَالَ آخَرُونَ إِنَّمَا فَرَرْنا مِنْهَا، فَذَكَرُوا لِلنَّبِيِّ وقال للذين أراد أن يَدْخُلُوهَا لَوْ دَخَلُوهَا لَمْ يَزَالُوا فِيهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ». وَقَالَ لِلآخَرِينَ ) لا طاعة في

معْصِيَةِ، إِنَّمَا الطَّاعَةُ فِي الْمَعْرُوفِ» (٢).

وعن جنادة بن أبي أُمَيَّةَ، قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ وَهُوَ مَرِيضٌ قُلْنَا، أَصْلح الله حدث يحدِيث يَنفَعُكَ اللهُ بِهِ، سَمِعْتُهُ مِنَ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: «دَعَانَا النَّبِيُّ – فَبَايَعْنَا فَقَالَ فِيمَا أَخذ عَلَيْنَا أَنْ بَابَعَنَا عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ فِي مَنْشَطِنَا وَمَكْرَهِنَا وَعُسْرِنَا وَيُسْرِنَا وَأَثر

علينا، وأن لا تتارعَ الأمْرَ أَهْلَهُ إلا أن تَرَوْا كُفْرًا بَوَاحًا عِندَكُمْ مِنَ اللهِ فِيهِ بُرْهَانَ» (٣) .

وعن عبد الله بن عُمَرَ رضي الله تعالى عنهما ، قَالَ كُنَّا إِذا بَايَعْنَا رَسُولَ اللَّهِ – على السمع والطاعَةِ يَقُولُ لنا فِيمَا اسْتَطَعْتُمْ» (٤) .

وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما – في حديث طويل وفيه عن النبي قال .. ومَنْ بَايَعَ إمَامًا فَاعْطَاهُ صَفْقَةً يَدِهِ، وثمرَةَ قَلْبِهِ، فَليُطعه ما استطاع)

وعن أبي هريرة له، أن رسول الله – ال، قَالَ: «مَنْ أطاعني فقد اطاع عصاني فقد عصى | الله، وَمَنْ أَطَاعَ أميبي فقد أطاعني، وَمَنْ عَصَى أَميرِي فَقَدْ عَصَانِي (١). وعن أبي هريرة ، قال قال رسول الله ل « عَلَيْكَ السَّمْعَ وَالطَّاعَةُ فِي

عسرِكَ وَيُسْرِكَ ، ومنشطك ومَكْرَهكَ ، وَأَتْرَةِ عَلَيْكَ» (٢) . وَعَنْ يَحْيَى بْنِ حُصَيْنٍ عَنْ جَدَتِهِ أُمِّ الْحُسَيْنِ رضي الله تعالى عنها قال سمعتها تقُولُ حَجَجْتُ مَعَ رَسُول الله – حَجَّةَ الْوَدَاع فَرَأَيْتُهُ حين رمى جمرة العقبة والصرف وَهُوَ عَلَى رَاحِلَتِهِ وَمَعَهُ بِلال وأسامة أحَدُهُما يَقُودُ به رَاحِلَتَهُ وَالأحْرُ رَافِعٌ َثوْبَهُ عَلَى رَأْس رَسُولِ اللهِ من الشَّمْسِ قَالَتْ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ قَوْلاً كَثِيرًا ثم سمعتُهُ يَقُولُ « إِنْ أَمْرَ عَلَيْكُمْ عَبْدٌ مُجدَّعْ – حَسِبْتُهَا قَالَتْ أَسْوَدُ يَقُودُكُمْ بِكِتَابِ اللهِ تَعَالَى فَاسْمَعُوا لَهُ وَأَطِيعُوا» (۳).

والأدلة كثيرة يكفي ما ذكرت.

الأدلة من السيرة النبوية :

والالتزام بالطاعة والانضباط في حياة الصحابة الكرام رضي الله تعالى عنهم

كثيرة ترى بعضاً منها:

سرية عبد الله بن جحشه إلى نخلة

قال ابن إسحاق وبعث رسول الله – عبد الله بن جحش بن رئاب الأسدي في رجب مقفلة من بدر الأولى وبعث معه ثمانية رهط من المهاجرين ليس فيهم من الأنصار أحد، وكتب له كتابا وأمره أن لا ينظر فيه حتى يسير يومين ثم ينظر فيه فيمضي لما أمره به ولا يستكره من أصحابه أحدا. فلما سار بهم يومين فتح الكتاب فإذا فيه إذا نظرت به كتابي هذا فامض حتى تنزل نخلة بين مكة والطائف فترصد بها قرين

وتعلم لنا من أخبارها فلما نظرية الكتاب قال سمعا وطاعة وأخبر أصحابه بما في الكتاب، وقال: لقد تهاني أن استكره أحدا منكم، فمن كان منكم يريد الشهادة ويرغب فلينطلق، ومن كره ذلك فليراجع. أما أنا فماض الأمر رسول الله فمضى ومضى معه أصحابه لم يتخلف منهم أحد رضي الله عنهم).

غزوة التربية على الطاعة:

ومن أهم المواقف التربوية العملية في الطاعة والانضباط في حياة أصحاب النبي – ما حدث يوم أحد وذلك:

أن النبي – اختار خمسين من الرماة وجعل عبد الله بن جبير أميراً عليهم وأمرهم بملازمة جبل (عينين) المقابل لجبل أحد من الجهة الجنوبية والمعروف الآن بجبل الرماة، وحدد مهمتهم بحماية المسلمين من التفاف خيالة المشركين عليهم ورمي خيل المشركين بالنبل إن اقتربت، وذلك لتحييد سلاح الفرسان في المعركة حيث أن الخيل أشد ما يؤذيها النبل

عن البراء بن عازب رضي الله عنهما ، قَالَ: جَعَلَ النَّبِيُّ – عَلَى الرَّجَالَةِ يَوْمَ أَحَدٍ، وَكَانُوا خَمْسِينَ رَجُلاً عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جُبَيْرٍ، فَقَالَ: «إِنْ رَأَيْتُمُونَا تَخْطَفُنَا الطَّيْرُ، فَلَا نرجوا مكانكُمْ هَذا حَتَّى أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ، وَإِنْ رَأَيْتُمُونَا هَزَمْنَا الْقَوْمَ وَأَوْطَأْنَاهُمْ، فَلَا تَبْرَحُوا حَتَّى أرسل الكم»، فَهَزَمُوهُمْ، قَالَ: فَأَنَا وَاللهِ، رَأَيْتُ النِّسَاءَ يَسْتَدِدْنَ ، قَدْ بَدَتْ خَلَا خِلُهُنَّ واسوقهنَّ رَافِعَاتِ ثِيَابَهُنَّ، فَقَالَ أَصْحَابُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُبَيْرِ: الْغَنِيمَةَ، أَيْ قَوْمُ الْغَنِيمَةَ ظهَرَ أَصْحَابُكُمْ فَمَا تَنتَظِرُونَ؟ فَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ جُبَيْرٍ: أَنَسِيتُمْ مَا قَالَ لَكُمْ رَسُولُ اللهِ قَالُوا: وَاللهِ لنَأْتِيَنَّ النَّاسِ، فَلنُصِيبَنَّ مِنَ الغَنِيمَةِ، فَلمَّا أتَوْهُمْ، صُرفت وُجُوهُهُم

الطاعة وا وعن أبي هريرة ، أن رسول الله – ، قَالَ مَنْ أطاعَنِي فَقَدْ أَطَاع الله، وَمَنْ الله، وَمَنْ أَطَاعَ أمينِي فَقَد أطاعني، وَمَنْ عَصَى أَميرِي فَقَدْ عَصَاني» . وعن أبي هريرة ، قال قال رسول الله « عَلَيْكَ السَّمْعُ والطَّاعَةُ في عصاني فقد عصى عسرك ويُسرك ، ومنشطك ومكْرَهكَ ، وَأَثرَةِ عَلَيْكَ» . وَعَنْ يَحْيَى بْنِ حُصَيْنٍ عَنْ جَدَتِهِ أُمِّ الْحُصَيْنِ – رضي الله تعالى عنها قال سمعتها تَقُولُ حَجَجْتُ مَعَ رَسُول الله – حَجَّةَ الْوَدَاعِ فَرَأَيْتُهُ حِين رمى جمرة العقبة والصرف وَهُوَ عَلَى رَاحِلَيْهِ وَمَعَهُ بِلال وَأَسَامَةُ أَحَدُهُمَا يَقُودُ ِبهِ رَاحِلَتَهُ وَالأحْرُ رَافِعٌ ثوبَهُ عَلَى رَأْس رَسُولِ اللهِ من الشَّمْسِ قَالَتْ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ – قَوْلاً كَثِيرًا ثُمَّ سَمِعْتُهُ يَقُولُ « إِنْ أُمِّرَ عَلَيْكُمْ عَبْدٌ مُجَدَّعٌ حَسِبْتُهَا قَالَتْ أَسْوَدُ يَقُودُكُمْ بِكِتَابِ اللهِ تَعَالَى فَاسْمَعُوا لَهُ وَأَطِيعُوا» . والأدلة كثيرة يكفي ما ذكرت.

الأدلة من السيرة النبوية :

والالتزام بالطاعة والانضباط في حياة الصحابة الكرام رضي الله تعالى عنهم

كثيرة ترى بعضاً منها :

سرية عبد الله بن جحش إلى نخلة

قال ابن إسحاق وبعث رسول الله – عبد الله بن جحش بن رئاب الأسدي في رجب مقفلة من بدر الأولى وبعث معه ثمانية رهط من المهاجرين ليس فيهم من الأنصار أحد، وكتب له كتابا وأمره أن لا ينظر فيه حتى يسير يومين ثم ينظر فيه فيمضي لما امره به ولا يستكره من أصحابه أحدا . فلما سار بهم يومين فتح الكتاب فإذا فيه إذا

محطة القطار في الوقت المحدد إلا أنه وحد أمره ومعه بعض صحبه ومعهم الورود يقولون له بارك الله لك وبارك عليك وجمع بينكما على خير ارجع لاهلك، فعلم مقدار طاعته

من هم أولوا الأمر الواجب طاعتهم ؟

قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تأويلاً .

وعن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ – عَن النَّبِيِّ

ﷺ قَالَ « نَضَرَ اللَّهُ امْرَأَ سَمِعَ مَقَالَتِي

فَوَعَاهَا وَحَفِظَهَا وَبَلْعَهَا، فَرُبَّ حَامِلٍ فِقْهِ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ، ثَلَاثٌ لَا يُغِلُّ عَلَيْهِنَّ قَلْبُ مُسْلِم

إخْلَاصَ الْعَمَلِ لِلَّهِ، وَمُنَاصَحَةُ أَيَّمَةِ الْمُسْلِمِينَ، وَلُزُومُ جَمَاعَتِهِمْ، فَإِنَّ الدَّعْوَةَ تُحِيطُ مِنْ

ورائهم»، وفي رواية بدل أئمة المسلمين ولاة الأمر).

معنى أولي الأمر في اللغة

أولي: جمع لا مفرد له بمعنى "ذوو" أي أصحاب، ولا يأتي إلا مضافاً .

الأمر: يطلق ويراد به ضد النهي، ويجمع على أوامر. يقال أمره فأتمر، أي قبل أمره، وقد يراد به الشأن، ويجمع على أمور_وهو المقصود هنا

والأمر مصدر أمر يأمر، مثلث الميم بمعنى ولي والاسم الإمرة وهي الإمارة .

والمعنى الشرعي: أولوا الأمر أي أصحاب التصرف في شأن الأمة الذي يملكون

زمام الأمور وبيدهم قيادة الأمة.

ما المراد بأولي الأمر الوارد في الآية والحديث ؟

لقد اختلف العلماء في المراد به على أقوال أشهرها ما يأتي:

الأول: أنهم الأمراء

قاله جمع من السلف منهم أبو هريرة وابن عباس ورجحه الطبري

قال النووي: وهو قول جمهور السلف والخلف

الثاني : أنهم العلماء

وبه قال جمع من السلف أيضاً منهم جابر بن عبد الله والحسن البصري والنخعي وغيرهم.

قال الرازي: والعلماء في الحقيقة هم أمراء الأمراء، فكان حمل لفظ أولي الأمر عليهم أولى

الثالث: أنهم أصحاب النبي – قاله مجاهد

الرابع: أنهم الأمراء والعلماء

وبه أخذ الجصاص وابن العربي والشوكاني وابن تيمية وابن كثير وابن القيم. قال الجصاص وليس يمتنع أن يكون ذلك أمراً بطاعة الفريقين من أولي الأمر وهم أمراء السرايا والعلماء

الطاعة

وقال ابن العربي: والصحيح عندي أنهم الأمراء والعلماء جميعا، أما الأمراء وأما العلماء فلأن سؤالهم واجب

فلان أصل الأمر منهم والحكم إليهم، متعين على الخلق وجوابهم لازم وامتثال فتواهم واجب (۱). نسان. قال ابن القيم والتحقيق أن الأمراء يطاعون إذا أمروا بمقتضى العلم قطاعتهم تبع لطاعة العلماء، فإن الطاعة إنما تكون في المعروف وما أوجبه العلم، فكما . ان طاعة العلماء تبع لطاعة الرسول، فطاعة الأمراء تبع لطاعة العلماء (٢).

الخامس: ما هو أعم من ذلك، ليشمل كل أمر ( أهل الحل والعقد.

فكل من له حق الطاعة من أب أو زوج أو غيرهم يدخل في هذا (۳). قال الدكتور وهبة الزحيلي حفظه الله، بعد إيراده للأقوال: (( والظاهر إرادة الجميع، فتجب طاعة الحكام في السياسة وقيادة الجيوش وإدارة البلاد، وتجب طاعة العلماء في بيان أحكام الشرع وتعليم الناس الدين والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) وقال الشيخ ابن عاشور حفظه الله: (( ولما أمر الله بطاعة ولي الأمر علمنا أن أولى الأمر في نظر الشريعة طائفة معينة، وهم قدوة الأمة وأمناؤها، فعلمنا أن تلك الصفة تثبت لهم بطرق شرعية، إذ أمور الإسلام لا تخرج من الدائرة الشرعية، وطريق ثبوت هذه الصفة لهم إما الولاية المستندة إليهم من الخليفة ونحوه، أو من جماعات المسلمين إذا لم يكن لهم سلطان، وأما صفات الكمال التي تجعلهم محل اقتداء الأمة بهم، وهي الإسلام والعلم والعدالة، فأهل العلم العدول: من أولي الأمر بذاتهم لأن صفة العلم لا تحتاج إلى ولاية بل هي صفة قائمة بأربابها الذي اشتهروا بين الأمة بها، لما جرب من علمهم واتقانهم في الفتوى والتعليم.

قال مالك رحمه الله: أولوا الأمر أهل القرآن والعلم. يعني: أهل العلم بالقرآن والاجتهاد.

فأولوا الأمر هنا هم من عدا الرسول من الخليفة إلى والي الحسبة، ومن قواد الجيوش ومن فقهاء الصحابة والمجتهدين إلى أهل العلم في الأزمنة المتأخرة، وأولوا

الأمر هم الذين يطلق عليهم أيضاً أهل الحل والعقد)).

وقال في الظلال: (( وأولي الأمر منكم : أي من المؤمنين الذين يتحقق فيهم شرط الإيمان وحد الإسلام المبين في الآية من طاعة الله وطاعة الرسول، وإفراد الله سبحانه بالحاكمية وحق التشريع للناس ،ابتداء، والتلقي منه وحده فيما نص عليه والرجوع إليه أيضاً فيما تختلف فيه العقول والأفهام والآراء مما لم يرد فيه نص لتطبيق المبادئ العامة في النصوص عليه.

والنص يجعل طاعة الله أصلا، وطاعة رسوله أصلا كذلك بما أنه مرسل منه ، ويجعل طاعة أولي الأمر .. منكم.. تبعا لطاعة الله وطاعة رسوله، فلا يكرر لفظ الطاعة عند ذكرهم، كما كررها عند ذكر الرسول – ليقرر أن طاعتهم مستمدة من طاعة الله وطاعة رسوله، بعد أن قرر أنهم « منكم » بقيد الإيمان وشرطه .ال الله

قال ابن القيم رحمه الله : (( قد قيل : هم الأمراء وقيل هم العلماء، وهما روايتان عن الإمام أحمد والتحقيق أن الآية تتناول الطائفتين، وطاعتهم من طاعة الرسول فكان العلماء مبلغين لأمر الرسول _ والأمراء منفذين، فحينئذ تجب طاعتهم تبعاً لطاعة الله ورسوله .